أكد قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، أن دخول قوات الدعم السريع إلى منطقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر جاء لحماية المواطنين وتأمين الحدود، وليس للاعتداء على أحد. تآمين المثلث وقال دقلو في خطاب أمام قواته في جبهات الميدان، إن المثلث يمثل بؤرة للفساد والتهريب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، بما في ذلك تجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى أن تواجد القوات في تلك المنطقة ساهم في تحرير مواطنين محتجزين وكشف شبكات تهريب، وأضاف "ليس لنا مشكلة مع دول الجوار"، مشيراً إلى المشاحنات مع مصر كانت نتيجة لممارسات قامت بها جهات إجرامية (الكيزان) لكننا راجعنا حساباتنا وسنعتمد الحوار لا المشاحنات طريقاً للحل مع دول الجوار. وأضاف: "الصحراء حدودنا، وسنؤمنها بالكامل، ولن يجد أي جار منّا إلا الخير"، مشدداً على احترامه للسيادة الليبية والمصرية والتشادية. كما اتهم "المجرمين" داخل الجيش والدوائر الأمنية بمحاولة إثارة الفتن مع دول الجوار، وشيطنة قوات الدعم السريع، مؤكداً أن قواته ملتزمة بالحوار والتعاون الإقليمي لا التوسع أو التخريب. وأوضح دقلو أن السيطرة على المثلث ليست خصماً على الجيران بل إضافة لأمنهم، مضيفًا: "وجودنا هناك ليس للهيمنة، بل لإنهاء التهديدات التي يتضرر منها الجميع". رسالة خاصة وفي سياق آخر، قال قائد الدعم السريع، إنه لن يسمح بتكرار تجربة "الشفشافة"، مؤكداً حسم المتفلتين في كل الولايات، مطمئناً السودانيين بأن قواته لن تسمح بوجود مجرمين في مناطق سيطرتها، وتعمل على إعادة تأهيل السجون، وقال: "المجرم مكانه السجن وليس وسط المجتمع"، داعياً مواطني ولايتي الشمالية ونهر النيل لعدم الالتفات إلى الشائعات التي يطلقها المجرمون، متوعداً قادة الجيش: "إما قضينا عليهم أو قضوا علينا"، وتابع "لسنا دعاة حرب ودخلنا الحرب مضطرين. ودعا دقلو في خطابه كل الولايات إلى تحمل مسؤولياتها في تأمين مناطقها و"تفويت الفرصة على المتربصين"، مشدداً على أن النجاح في تأمين المناطق لا يقتصر على دارفور وحدها. وقال دقلو إن على كل قائد إدارة محلية "أن يقيف عشرة على ولايته"، واتهم قيادة الجيش بزرع الفوضى والمجرمين في مناطق تحت سيطرة قواته لتشويه سمعتها، وأضاف: "هم من يتاجرون بالمخدرات ويزرعون المندسين، ويسعون لأن تُنسب الأفعال لأهل المنطقة". وحذّر القائد من حالات "احتلال منازل المواطنين" في بعض الولايات، مشدداً بعدم تكرار ما جرى في أمدرمان، ومؤكداً أن أي فرد يثبت تورطه في تلك الأفعال " فهو من الشفشافة الذين أساؤوا لقواتنا". وقود الحرب وفي تصعيد حاد، أكد دقلو إن قيادة الجيش والحركة الإسلامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وعلي كرتي، أشعلوا الحرب، ثم حاولوا إتهام قواته بالإنقلاب، ورأى أن قواته ليست لها مصلحة في الحرب لكنها فرضت عليهم وتصدوا لها دفاعاً عن النفس، وقدموا في سبيل دماء غالية، مشيراً إلى أن أبناء قادة الجيش و"الإسلاميين" يدرسون في الخارج بينما يُدفعوا بالبسطاء للموت في الجبهات. وقال إن الدعم السريع دخل الحرب "مجبراً"، وبدأ الآن في تجهيز السجون لردع المتجاوزين. وتعهد القائد بصرف المرتبات للشهداء والجرحى والجنود الذين لم يصرفوا رواتبهم بأثر رجعي لجميع من التحقوا بالدعم السريع منذ 15 أبريل 2023، كما أعلن بدء حصر الشهداء والاهتمام بالجرحى، مؤكداً: "لسنا دعاة حرب بل دعاة سلام". وفي السياق نفسه، قال دقلو " إذا كانت هناك تقارير تشير إلى أن قوات الدعم السريع خسرت بين 10% إلى 30% من قوتها، فمقابل ذلك "خسائر فادحة" للجيش تصل إلى 90%. وأضاف أن الجيش "لم يتبق له شيء"، متحدثاً عن استجلاب 400 مقاتل إريتري للقتال في ود مدني. حل جهاز الأمن كما اتهم جهاز الأمن و"كتائب النخبة" بإشعال الحرب، قائلاً إنه دافع عن جهاز الأمن بشهادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك باعتبارهم كفاءات وطنية يستفاد منهم لبناء السودان ونهضته ورفض حله، لكنه "انخدع فيهم"، متوعداً ب"حسمهم مع بقية الإرهابيين". وعن الحركات المسلحة، أبدى انفتاحه تجاه قياداتها، مثل مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، بشرط مراجعة مواقفهم وعدم دعم من وصفهم ب"القتلة". نهب الموارد وفي ختام خطابه، طالب دقلو بمراجعة شاملة لتدفقات الثروات من البترول والماشية والمحاصيل، مؤكداً أن لدى دارفور وكردفان ثروات وموارد كافية. وقال: "لن نسمح باستمرار نهب مواردنا، وسنصل إلى البحر كما يفعلون، ولن تكون هناك مساومة: إما قضينا عليهم أو قضوا علينا". ووصف الواقع السوداني بأنه "مؤلم"، قائلاً إن السودان المعروف بكونه سلة غذاء العالم بات يحتاج للإغاثة، في وقت وصلت فيه البشرية إلى القمر وتطورت في الذكاء الاصطناعي. وختم بالقول: "البلد تحتاج لقيادة جديدة وشباب مخلصين.. كفانا ذِلة".